للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فسادها، فقال في نهاية العقول (١): من جهة أصحابه: "لا نسلم أن الشيء يستحيل (٢) أن يكون خبرًا وطلبًا، وبيانه (٣) أن إنسانًا لو قال لبعض عبيدة: متى قلت لك: افعل، فاعلم أني أطلب منك الفعل، وقال للآخر: متى قلت لك هذه الصغية، فاعلم أني أطلب منك الترك، وقال للآخر: متى قلت لك هذه الصيغة، فاعلم أني أخبر عن كون العالم حادثًا (٤)، فإذا حضروا بأسرهم وخاطبهم دفعة واحدة بهذه الصيغة، كانت (٥) تلك الصيغة الواحدة أمرًا ونهيًا خبرًا معًا (٦)، فإذا عقل ذلك في الشاهد، فليعقل (٧) مثله في الغائب.

ثم قال (٨): "وهذا ضعيف (٩)، لأن قوله: "افعل" ليس في نفسه طلبًا ولا خبرًا، بل هو (١٠) صيغة موضوعة لإفادة معنى الطلب ومعنى الخبر، ولا استحالة في جعل الشيء الواحد دليلًا على حقائق مختلفة، إنما الاستحالة في أن يكون الشيء حقائق مختلفة، وكلامنا إنما هو في نفس حقيقة الخبر وحقيقة الطلب (١١)، واستقصاء القول في ذلك مذكور في باب الأمر من كتاب المحصول في علم الأصول".


(١) نهاية العقول في دراية الأصول -للرازي- مخطوط- اللوحة: ١٥٧.
(٢) في نهاية العقول: الواحد يستحيل.
(٣) في نهاية العقول: بيانه. بدون واو.
(٤) في نهاية العقول: محدثًا.
(٥) في س، ط: كان.
(٦) في الأصل: معانا. والمثبت من: س، ط، ونهاية العقول.
(٧) في س: فليقل. وهو تصحيف.
(٨) أي: الرازي في المصدر السابق.
(٩) في نهاية العقول: وأما الثاني فضعيف.
(١٠) في الأصل: هي. والمثبت من: س، ط، ونهاية العقول.
(١١) في نهاية العقول: حقيقة الطلب وحقيقة الخبر.

<<  <  ج: ص:  >  >>