للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كذا، أو اتحد بكذا، أو حل به دون زيد الحاسب والكاتب، بل أي شيء فعله أو وصف به زيدًا الطبيب (١) في هذا المثال هو الموصوف به زيد الكاتب الحاسب (٢).

والنصارى يثبتون هذا المثلث في الأقانيم مع قولهم: إن المتحد هو الواحد، فيجعلون المسيح هو الله، لأنهم يقولون: [الموصوف اتحد به، ويجعلونه (٣) هو ابن الله، لأنهم يقولون:] (٤) إنما اتحد به الجوهر الذي هو الكلمة، أو إنما اتحد به الكلمة دون الأب الذي هو الوجود، و (٥) دون روح القدس، وهما -أيضًا- جوهران، فقد تبين أن قول النصارى بهذا وبهذا جمع بين النقيضين، وهو من أفسد شيء في بدائه (٦) العقول، وكل منها كفر كما كفرهم الله، وأما قولهم: ثالث ثلاثة، فإنهم ذلك يعبدون الأم التي هي والدة الإله عندهم، وهذا كفر


= الصواب.
(١) في الأصل: الطيب. والمثبت من: س، ط.
(٢) علق الشيخ الفاضل عبد العزيز بن حمد آل معمر -رحمه الله- في كتابه "منحة القريب المجيب في الرد على عباد الصليب" ص: ١٤١، بعد نقله لكلام الشيخ السابق بقوله:
"قلت: ونظير هذا المثل ما قاله بعضهم: إنك إذا فرضت مثلثًا متساوي الأضلاع كانت الأضلاع ثلاثة، والمثلث واحد، وكان للمثلث الواحد ثلاثة أضلاع، وهذا من نمط ما قبله في الفساد، وذلك أن كل واحد من الأضلاع على انفراده ليس هو المثلث المفروض، بل إن اعتبرت الأضلاع الثلاثة شيئًا واحدًا انتفى التثليث، لأن الواحد لا يكون ثلاثة، وإن اعتبر أحد الأضلاع على انفراده انتفت الوحدة، فالجمع بينهما جمع بين النقيضين".
(٣) في الأصل: يجعلون. والمثبت من: ط. ولعله المناسب للسياق.
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من: س.
(٥) الواو ساقطة من: س.
(٦) في الأصل، ط: بداية. والمثبت من: س. ولعله الصواب.

<<  <  ج: ص:  >  >>