للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد عليهم، وتبديعه لهم (١)، وقد صنف الإمام أبو بكر المروذي -صاحبه- في ذلك مصنفًا (٢)، جمع فيه مقالات علماء الوقت، من أهل الحديث والسنة من أصحاب أحمد وغيرهم على إنكار ذلك، وقد ذكر ذلك أبو بكر الخلال في كتاب السنة (٣)، وهذا الذي ذكره ابن الزاغوني


(١) انظر إنكار الإمام أحمد -رحمه الله- وتبديعه للفظية في: السنة -لعبد الله بن أحمد بن حنبل- ص: ٢٨ - ٣٠.
(٢) ذكر الشيخ -رحمه الله- في الفتاوى ١٢/ ٢٣٨: أن أبا بكر المروذي -أخص أصحاب الإمام أحمد به- صنف في ذلك رسالة كبيرة مبسوطة، ونقلها عنه أبو بكر الخلال في كتاب "السنة" الذي جمع فيه كلام الإمام وغيره من أئمة السنة في أبواب الاعتقاد، وكان بعض أهل الحديث إذ ذاك أطلق القول: بأن لفظي بالقرآن غير مخلوق، معارضة لمن قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فبلغ ذلك الإمام أحمد -رحمه الله- فأنكر ذلك إنكارًا شديدًا.
وانظر نحوه في "درء تعارض العقل والنقل" لابن تيمية- ٢/ ٣١٢، ٣١٣.
(٣) انظر: المسند من مسائل أبي عبد الله أحمد بن حنبل، رواية أبي بكر الخلال "السنة"- مخطوط- اللوحة- ١٩٠ - ٢٠٢.
فقد ضمن -رحمه الله- هذه الورقات ما أخبر به أبو بكر المروذي وغيره عن عدد من العلماء من أصحاب أحمد وغيره- ممن أنكر على من قال: لفظي بالقرآن مخلوق أو غير مخلوق.
من ذلك أنه قال -رحمه الله- في اللوحة رقم ٢٠٠: "أخبرنا أبو بكر المروذي قال: سمعت عبد الله بن أيوب المخرمي يقول: القرآن كلام غير مخلوق، ومن قال: إنه مخلوق فقد أبطل الصوم والحج والجهاد وفرائض الله، ومن أبطل واحدة من هذه الفرائض فهو كافر بالله العظيم، ومن قال: لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال: إن لفظي بالقرآن غير مخلوق فهو ضال مبتدع، أدركت ابن عيينة، يحيى بن سليم، ووكيع بن الجراح، وعبد الله بن نمير، وجماعة من علماء الحجاز والبصرة والكوفة، ما سمعت أحدًا منهم قال: لفظي بالقرآن مخلوق، ولا غير مخلوق، وقد صح عندنا أن أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل نهى أن يقال: لفظي بالقرآن غير مخلوق، فمن خالف ما قال أبو عبد الله فقد صحت بدعته".
وفي اللوحة رقم ٢٠١ قال: "أخبرنا أبو بكر المروزي قال: سمعت أبا بكر =

<<  <  ج: ص:  >  >>