للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال فيه: سمعت الإمام أبا منصور محمد بن أحمد يقول: سمعت الإمام أبا بكر عبد الله بن أحمد يقول: سمعت الشيخ أبا حامد الإسفرائيني يقول: مذهبي ومذهب الشافعي وفقهاء الأمصار: أن [القرآن] (١) كلام الله غير مخلوق، ومن قال مخلوق فهو كافر، والقرآن حمله جبرئيل - عليه السلام - مسموعًا من الله تعالى، والنبي - صلى الله عليه وسلم - سمعه من جبرئيل، والصحابة سمعوه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو الذي نتلوه [نحن] (٢) بألسنتنا، وفيما بين الدفتين، وما في صدورنا، مسموعًا ومكتوبًا ومحفوظًا ومنقوشًا، وكل حرف منه -كالباء والتاء- كله كلام الله غير مخلوق، ومن قال: مخلوق، فهو كافر، عليه لعائن الله والملائكة والناس أجمعين).

قال الشيخ أبو الحسن: (وكان الشيخ أبو حامد (٣) شديد الإنكار على الباقلاني وأصحاب الكلام).

قال أبو الحسن: (ولم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون (٤) أن ينسبوا إلى الأشعري، ويتبرؤون مما بنى الأشعري مذهبه عليه، وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه، على ما سمعت عدة من المشايخ والأئمة -منهم الحافظ المؤتمن بن أحمد بن علي الساجي- يقولون: سمعنا جماعة من المشايخ الثقات، قالوا: كان الشيخ أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرائيني إمام الأئمة، الذي طبق الأرض علمًا وأصحابًا، إذا سعى إلى الجمعة من قطيعة (٥) الكرخ إلى جامع


(١) ما بين المعقوفتين زيادة من: الدرء.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط، والدرء.
(٣) في الدرء: أبو حامد الإسفرائيني.
(٤) في س: ويستنكفوا.
(٥) في س: قطيفة. . وهو خطأ.
والقطيعة: الهجران، وهي محال أقطعها المنصور أناسًا من أعيان دولته =

<<  <  ج: ص:  >  >>