للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أهل الحق، وإنما يعني أصحابه، وهذه دعوى يمكن كل أحد أن يقول لأصحابه مثلها، فإن أهل الحق الذين لا ريب فيهم هم المؤمنون، الذين لا يجتمعون على ضلالة، فأما أن يفرد (١) الإنسان طائفة منتسبة إلى متبوع من الأمة، ويسميها (٢) أهل الحق، ويشعر بأن كل من خالفها في شيء فهو من أهل الباطل، فهذا حال أهل الأهواء والبدع، كالخوارج والمعتزلة والرافضة، وليس هذا من فعل أهل السنة والجماعة، فإنهم لا يصفون طائفة بأنها صاحبة الحق مطلقًا (٣) إلا المؤمنين (٤)، الذين لا يجتمعون على ضلالة، قال الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الْبَاطِلَ وَأَنَّ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الْحَقَّ مِنْ رَبِّهِمْ} (٥) وهذا نهاية الحق، والكلام الذي لا ريب فيه أنه حق، قول الله، وقول رسوله الذي هو حق وآت بالحق. قال تعالى: {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ} (٦)، وقال تعالى: {قَوْلُهُ الْحَقُّ} (٧).

وقول النبي (٨) - صلى الله عليه وسلم -: "اكتب، فوالذي نفسي بيده ما خرج من بينهما إلّا الحق" (٩). يعني شفتيه.


(١) في الأصل: يفرط. وهو تصحيف لا معنى له. والمثبت من: س، ط.
(٢) في الأصل: يسمعها. وهو تصحيف. والمثبت من: س، ط.
(٣) في س: مطلقة. وهو تصحيف.
(٤) في الأصل، س: المؤمنون. والمثبت من: ط. ولعله الصواب.
(٥) سورة محمد، الآية: ٣.
(٦) سورة الأحزاب، الآية: ٤.
(٧) سورة الأنعام، الآية: ٧٣.
(٨) في س: وقال النبي. وفي ط: وقال رسول الله.
(٩) الحديث مع اختلاف يسير في الألفاظ رواه أبو داود عن عبد الله بن عمرو قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أريد حفظه، فنهتني قريش، وقالوا: أتكتب كل شيء تسمعه، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشر، يتكلم في الغضب والرضا؟ فأمسكت عن الكتاب، فذكرت ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأومأ بأصبعه إلى فيه، فقال: "اكتب فوالذي نفسي بيده ما يخرج منه إلّا الحق".
سنن أبي داود ٤/ ٦٠، ٦١ - كتاب العلم- باب في كتاب العلم =

<<  <  ج: ص:  >  >>