للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوي ببعض أئمة الرافضة، الذين كانوا بالشام، يقال له: ابن العود (١)، رأيت له (٢) فتاوى يدعي فيها في [غير] (٣) موضع أن الطائفة المحقة هم أتباع المعصوم المنتظر، ويحتج بإجماع الطائفة المحقة، بناء على أن قولهم مأخوذ من (٤) المعصوم، الذي لا يعرفه أحد، ولم يسمع له بخبر، ولا وقع له على عين ولا أثر، حتى إنه قال: إذا تنازعوا في مسألة على قولين: أحدهما يعرف قائله، دون الآخر، فالقول الذي لا يعرف قائله هو الحق، لأن في أهله الإمام المعصوم، ثم رأيته يخالف أصحابه ويرد عليهم في مواضع، فأين مخالفتهم والرد عليهم، من دعوى أنهم الطائفة المحقة الذين لا يتفقون على باطل؟ وكذلك دعوى كثير من أهل الأهواء والضلال، أنهم المحقون، أو أنهم أهل الله، أو أهل التحقيق، أو أولياء الله، حتى تقفوا (٥) هذه (٦) المعاني عليهم دون غيرهم، ويكونون (٧) في الحقيقة إلى أعداء الله أقرب، وإلى الإبطال أقرب منهم إلى التحقيق بكثير، فهؤلاء لهم شبه قوي بما ذكره الله عن اليهود والنصارى من قوله: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إلا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (١١١) بَلَى مَنْ أَسْلَمَ


(١) علق على ذلك ناشر الكتاب بقوله: "وفي نسخة ابن العوام".
وهو: أبو القاسم الحسين بن العود، نجيب الدين الأسدي الحلي، شيخ الشيعة وأحد أئمتهم. ولد سنة ٥٨١ هـ. وتوفي سنة ٦٧٨ هـ.
انظر: البداية والنهاية -لابن كثير- ١٣/ ٢٧٢.
(٢) في الأصل: فيها. والمثبت من: س، ط. لعله المناسب للسياق.
(٣) ما بين المعقوفتين زيادة من: س، ط.
(٤) في س، ط: عن.
(٥) في ط: توقف.
(٦) في الأصل: على هذه. والكلام يستقيم بالمثبت من: س، ط.
(٧) في الأصل: يكون. ولعل المثبت من: س، ط. هو المناسب لسياق الكلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>