للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أوحش عند ذكرها، وأشمس (١) عند سماعها، وكذبوا بل التفسير أن يقال: وجه، ثم يقال: كيف وليس كيف في هذا الباب من مقال المسلمين.

فالعبارة (٢)، فقد قال الله تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} (٣) وإنما قالو [ها] (٤) هم بالعبرانية فحكاها عنهم بالعربية، وكان يكتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كتابه (٥) بالعربية فيها أسماء الله وصفاته، فيعبر بالألسنة عنها، ويكتب إليها بالسريانية فيعبر له زيد بن ثابت - رضي الله عنه - بالعربية (٦)، والله تعالى يدعى بكل لسان بأسمائه فيجيب، ويحلف بها فيلزم، وينشد فيجاز، ويوصف فيعرف.

ثم قالوا: ليس ذات الرسول بحية (٧)،. . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) الشموس من الدواب: الذي لا يكاد يستقر.
انظر: معجم مقاييس اللغة -لابن فارس- ٣/ ٢١٢، ٢١٣ (شمس).
والمقصود: أنهم ينفرون ولا يستقرون.
(٢) في الأصل: فإن العبارة. والمثبت من: س، ط، وذم الكلام.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٦٤.
(٤) ما بين المعقوفتين زيادة من: ذم الكلام. يقتضيها السياق.
(٥) كتابه: ساقطة من: س.
(٦) أخرج الإمام أحمد وغيره بسند صحيح أن زيد بن ثابت قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "تحسن السريانية إنها تأتيني كتب؟ " قال: قلت: لا، قال: "فتعلمها". فتعلمتها في سبعة عشر يومًا.
انظر: المسند -للإمام أحمد- ٥/ ١٨٢. والمعرفة والتاريخ -للفسوي- ١/ ٤٨٣، ٤٨٤. والطبقات الكبرى -لابن سعد- ٢/ ٣٥٨.
(٧) في ذم الكلام: بحجة.
وقد تكلم أبو القاسم القشيري في رسالته المسماة "شكاية أهل السنة بحكاية ما نالهم من المحنة" على هذه المسألة، وأنها حكاية مكذوبة على أبي الحسن الأشعري وأصحابه، ولم ينطق بها أحد منهم، ولم تضمن في كتبهم، ثم ذكر الأدلة على أن الرسول حي في قبره. =

<<  <  ج: ص:  >  >>