للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

لمن فيه والله أعلم.

قوله: "وأنا آمركم بخمس الله أمرني بهن السمع والطاعة والجهاد والهجرة والجماعة" والمراد بالطاعة طاعة أولوا الأمر أي طاعة السلطان والأمير ومن له ولاية والمراد بالسمع سماع كلمة الحق من أمير المؤمنين والجهاد سيأتي الكلام عليه في بابه وتقدم الكلام على الهجرة مبسوطا في أول هذا التعليق والجماعة المراد بها سواد الناس وما اجتمعوا عليه في الإمارة هذا هو الظاهر وقيل: المراد بالجماعة اتباع إجماع المسلمين وقيل: هم العلماء وهو أصح.

قوله: "فإنه من فارق الجماعة قيد شبر" والمراد بمفارقة الجماعة ترك السنة واتباع البدعة ومعنى الحديث كل جماعة عقدت عقدا يوافق الكتاب والسنة فلا يجوز لأحد أن يفارقهم في ذلك العقد فإن خالفهم فيه استحق الوعيد، وقيل شبر معناه قدر شبر.

قوله -صلى الله عليه وسلم-: "فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه" الربقة بكسر الراء وسكون الباء الموحدة وفتح القاف واحدة الربق وهي عرى حبل يشد به إليهم وقال بعض العلماء ربقة الإسلام عهد الإسلام فاستعارها للإسلام وتجمع الربقة على ربق مثل كسرة وكسر ويقال للحبل الذي فيه الربقة ربق وتجمع على رباق وأرباق قاله في النهاية والمعنى أن من خرج على الجماعة ونزع اليد من الطاعة ولو بشيء يسير فقد نقض عهد الإسلام ونبذ ذمة الله اللازمة للأعناق ولزوم الربقة شبه النبي -صلى الله عليه وسلم- ما لزم الأعناق من ذمة الإسلام وحق الدين