للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأسمع جمع قلة لسمع وسمع فلان بعمله إذا أظهره ليسمع فمن رواه سامع خلقه بالرفع جعله من صفة الله تعالى أي سمع الله سامع خلقه به الناس، ومن رواه سامع أراد أن الله تعالى يسمع به أسماع خلقه يوم القيامة، وقيل: أراد من سمع الناس بعمله سمعه الله وأراه ثوابه من غير أن يعصيه وقيل: من أراد بعمله الناس أسمعه الله الناس وكان ذلك ثوابه، وقيل: أراد أن يفعل فعلا صالحا في السر ثم يظهره ليسمعه الناس ويحمد عليه فإن الله يسمع به ويظهر للناس غرضه وإن عمله لم يكن خالصا وقيل يريد من نسب إلى نفسه عملا صالحا لم يفعله وادعى خيرا لم يصنعه فإن الله يفضحه ويظهر كذبه ومنه الحديث "إنما فعله سمعة ورياء" أي: ليسمعه الناس ويروه (١) والله تعالى أعلم.

٣٥ - وَعَن جُنْدُب بن عبد الله - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ النَّبِي - صلى الله عليه وسلم - من سمع سمع الله بِهِ وَمن يراء يراء الله بِهِ رَوَاهُ البُخَارِيّ وَمُسلم (٢).

سمع بتَشْديد الْمِيم وَمَعْنَاهُ من أظهر عمله للنَّاس رِيَاء أظهر الله نِيَّته الْفَاسِدَة في عمله يَوْم الْقِيَامَة وفضحه على رُؤُوس الأشهاد.

قوله: عن جندب بن عبد الله، هو: جندب بن عبد الله بن [سفيان البجلي العلقي وعلقة بفتح العين واللام: بطن من بجيلة، وهو علقة بن عبقر بن أنمار بن إراش بن عمرو بن الغوث، أخي الأزد بن الغوث. له صحبة ليست بالقديمة، يكنى أبا عبد الله، سكن الكوفة، ثم انتقل إلى البصرة، قدمها مع


(١) النهاية (٢/ ٤٠١ - ٤٠٢).
(٢) أخرجه البخاري (٦٤٩٩) و (٧١٥٢)، ومسلم (٤٨ - ٢٩٨٧).