للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

الله، ثم أصاب ذنبا آخر، وربما قال، ثم أذنب ذنبا آخر فقال: يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفره لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ به، فقال ربه: غفرت "٦" لعبدي فليعمل ما شاء. رواه البخاري (١) ومسلم (٢).

[قوله: فليعمل ما شاء] معناه والله أعلم: أنه ما دام كلما أذنب ذنبا استغفر وتاب منه، ولم يعد إليه بدليل.

قوله: ثم أصاب ذنبا آخر فليفعل إذا كان هذا دأبه ما شاء لأنه كلما أذنب كانت توبته واستغفاره كفارة لذنبه فلا يضره، لا أنه يذنب الذنب، فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعاوده، فإن هذه توبة الكذابين.

قوله وعن أبي هريرة تقدم. قوله - صلى الله عليه وسلم - إن عبدا أصاب ذنبا فقال يا رب إني أذنبت ذنبا فاغفر لي فقال له ربه علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به فغفر له ثم مكث ما شاء الله فذكر الحديث وفي آخره: فليعمل ما شاء اهـ.

وفي رواية اعمل ما شئت فقد غفرت لك، معناه ما دمت تذنب ثم تتوب غفرت لك. قوله فليعمل ما شاء.

قال الحافظ: معناه والله أعلم: أنه ما دام كلما أذنب ذنبا استغفر وتاب منه ولم [يعد] إليه بدليل قوله ثم أصاب ذنبا آخر فليفعل إذا كان هذا دأبه ما شاء لأنه كلما أذنب كانت توبته واستغفاره كفارة لذنبه فلا يضره لا لأنه يذنب الذنب فيستغفر منه بلسانه من غير إقلاع ثم يعود إليه فإن هذه توبة الكذابين، اهـ.


(١) صحيح البخاري (٧٥٠٧).
(٢) مسلم (٢٧٥٨).