للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

يواري عورته وجلف الخبز والماء"، أراد بالحق هنا ما لا يعيش بدونه، فينبغي للإنسان أن لا يضيع عمره في تحصيل المال إلا ما لا بد منه ولو ثوب يكسو به عورته وبيت يسكن فيه يقيه من الحر والبرد وجلف خبز، الحديث، فإن هذه الحاجات إذا لم تتيسر كان القلب منصرفا إلى تدبيرها ولا يتفرغ للعبادة. قال الحافظ: الجلف بكسر الجيم وسكون اللام بعدها فاء هو غليظ الخبز وخشنه، وقال النضر بن شميل هو الخبز ليس معه إدام. قاله المنذري في الأصل. وقال الترمذي (١) سمعت أبا داود سليمان بن مسلم البلخي يقول سمعت النضر بن شميل يقول: الجلف الخبز ليس معه إدام. وعن الحسن (٢) قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ثلاث لا يحاسب العبد بهنّ كسرة يشدّ بها صلبه، وثوب يواري عورته، وظل حصن يستظل به. وعن المطلب بن عبد الله قال (٣): لقد دخلت خير نساء العرب على سيد المرسلين أوّل العشاء عروسا وقامت آخر الليل تطحن، وهي أم سلمة - رضي الله عنها -.

فائدة: النضر بن شميل المذكور بفتح النون وسكون الضاد المعجمة ابن شُميل بضم الشين المعجمة المازني أبو الحسن البصري من تابع التابعين، الساكن بمرو. قال ابن المبارك: هو أحد الأحَدَين وهو إمام في العربية


(١) سنن الترمذي (٤/ ٥٧١).
(٢) مسند ابن الجعد (٣٢٠٨)، وأخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٩٨٨٣)، وقال: هكذا جاء مرسلا، وهو مرسل جيد في هذا المعنى، وضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة (٢١٣٤).
(٣) الطبقات الكبرى (٨/ ٩٢)، والمنتخب من كتاب أزواج النبي (١/ ٤٣)، والمستدرك (٤/ ١٩).