للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

له في الأدب وروى له الباقون. قوله - صلى الله عليه وسلم -: "ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم - وأشار يحيى بن يحيى بالسبابة - فلينظر بم يرجع" الحديث. وفي رواية لمسلم: وأشار إسماعيل بالإبهام؛ وإسماعيل هو ابن أبي خالد، هكذا هو في نسخ بلادنا. بالإبهام وهي الإصبع العظمى المعروفة، مؤنثة، والجمع الأباهيم، قاله الجوهري (١). [وقال] القاضي عياض (٢): رواية السبابة أظهر من رواية الإبهام، وأشبه بالتمثيل لأن العادة الإشارة بها لا بالإبهام، ويحتمل أنه أشار بهذه مرة وبهذه مرة، قاله النووي في شرح مسلم، وفي رواية له أيضًا وأشار يحيى بن سعيد بالسبّابة ويحيى بن سعيد هو أحد رواة هذا الحديث، عن إسماعيل عن قيس بن أبي حازم عن المستورد. قوله: "ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم إصبعه هذه في اليم" الحديث، [اليم] هو البحر الذي لا يدرك قعره، قال الله تعالى: {فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ} (٣)، وقيل هو لجة البحر ومعظم مائه، اهـ. قوله: "فلينظر بم يرجع" ضبطوا ترجع بالمثناة فوق جعلوا الفعل للإصبع وهي مؤنثة، ورواه أهل البصرة بالمثناة تحت جعلوا الفعل لليم والأول أشهر، فمن رواه بالمثناة تحت أعاد الضمير إلى أحدكم ومن رواه بالمثناة فوق أعاد الضمير إلى الأصبع وهو الأضهر، ومعناه لا يَعلقُ بها شيء كثير من الماء.


(١) الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية (٥/ ١٨٧٥).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٧/ ١٩٢).
(٣) سورة القصص، الآية: ٧.