للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

[معنى] الحديث ما الدنيا بالنسبة [إلى الآخرة] في قصر مدتها وفناء لذتها ودوام الآخرة ودوام لذتها ونعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالإصبع إلى باقي اليم، اهـ. قاله النووي في شرح مسلم (١). وقال في سلاح المؤمن، معنى الحديث: إنما قدر الدنيا في الآخرة في المساحة، والقدر والقلة في جنب الآخرة وكثرة خيرها إذ قد يُعطى الواحد من أهل الجنة وهو أدناهم منزلة مثل الدنيا وعشرة أمثالها إلى ما ورد من [غير] (٢) هذا وقد يكون ذلك تمثيلا لزوال الدنيا وفنائها وحقارة لذتها الفانية في جنب أمر الآخرة ونعيمها الدائم ولذاتها الباقية، اهـ. قال [بعض العلماء وهو] صاحب تهذيب النفوس الحنفي: قلت: لا شيء في تحقير الدنيا يبلغ هذا المبلغ وما أحسن عقل من نوّر الله من نوّر الله قلبه ووسّع عليه عقله وفتح بصيرته حتى يعرف هذه النسبة التي نسبها الذي لا ينطق عن الهوى فتظهر له حقارة الدنيا وخسّتها ونفاسة الآخرة وشرفها وعلوها، وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - (٣) والله ما الدنيا من أولها إلى آخرها إلا كرجل نام فرأى في منامه شيئا عجبا فاستيقظ فإذا هو لا شيء، قال الشاعر:

إنما الدنيا كظل زائل ... أو كضيف بات ليلًا فارتحل

أو كنوم قد رآه حالم ... فإذا ما ذهب النوم بطل


(١) شرح النووي على صحيح مسلم (١٧/ ١٩٢).
(٢) هكذا هذه العبارة في الأصل، وفي النسخة الهندية: (هذا)، ولعله سبق قلم.
(٣) الدر المنثور (٢/ ٥٩٤). عن الحسن