ما هي أهم أهداف المؤتمر الذي عقد باسم المرأة؟ ينبغي أن نعلم أن وثيقة المؤتمر أعدت قبل عشرين سنة في مؤتمر سابق للأمم المتحدة عقد في المكسيك سنة خمس وسبعين وتسعمائة وألف ميلادية، لذا فما تحويه طيات المؤتمر بوثيقته ولجانه المتعددة وما يدعو إليه باسم حقوق المرأة من إباحية وانحلال وشذوذ، وفرض حقوق للمرأة في قتل الأولاد ووأدهم، وفي الطلاق وفي غير ذلك كل هذا قد أعد بعناية، وأشرفت عليه لجان وقوى، ونحن نقول: إن من الواضح أن هذا المؤتمر يهدف إلى أمور كثيرة، ونحن هنا إنما نقف مع بعضها فنقول: إن أهم أهداف المؤتمر: أولاً: أن الغرب لم ينجح في معالجة قضايا الإباحية والمخدرات ونحوها وما ينتج عنها، ومن ثم فهو يريد تصديرها إلى المجتمعات الأخرى، ومنها المجتمعات الإسلامية، فالمؤتمر محاولة لفرض الواقع الغربي الإباحي على دول العالم الثالث، سواء أكانت محافظة أم غير محافظة، ولكن التركيز أكثر وأكثر على الدول المحافظة، وخاصة مع بروز الصحوات الدينية، وعلى رأسها الصحوة الإسلامية.
إذاً هي محاولة لهيمنة غربية لتفرض أخلاقها وآدابها وانحلالها وشذوذها على بقية أمم الأرض.
ثانياً: إضفاء صفة الشرعية، وهنا آتي بلفظ (الشرعية) لأنهم يستخدمونها، وإلا فنحن لا نستخدمها إلا فيما يتعلق بالشرعية الحقيقية شرعية الإسلام.
إذاً من أهداف المؤتمر إضفاء صفة الشرعية والقانون على الإباحية والرذيلة والانحلال، بحيث يصبح الانحراف هو الأصل في هذه المجتمعات، وقد يقول قائل: هناك معارضون، والدول غير ملزمة! فيقال: العبرة بالأكثرية، والأكثرية ستوقع عليها، ثم إن الغرب بهيمنته يعول على الضغط السياسي والاقتصادي على الدول التي لا تنفذ أنظمة الأمم المتحدة، كما أنه يعول على عامل الزمن، فتكرار هذه المؤتمرات قد يحولها إلى حقائق عند بعض الشعوب المغلوبة على أمرها.
ثالثاً: الحط من الأديان، وعلى رأسها دين الإسلام.
وإذا علمنا أن التحدي الحقيقي الذي يواجهه الغرب اليوم إنما هو الإسلام خاصة تبين لنا أن مثل هذه المؤتمرات تهدف أول ما تهدف إلى مقارعة الإسلام بتدمير شعوبه أخلاقياً، وقد يقول قائل: إن كلامكم هذا ناشئ من عقدة طالما سمعناها، ألا وهي عقدة المؤامرة على الإسلام في كل حادثة أو قضية! ونحن نقول: لا.
ليست مؤامرة على الإسلام تحاك في الخفاء، وإنما هي حرب حقيقية مكشوفة ضد الإسلام، وما أحداث البوسنة والشيشان التي انكشفت فيها الحقائق لا للمسلمين خاصة وإنما للعالم كافة إلا مثالاً جلياً لهذه الحرب ولذلك الحقد الصليبي.
أيها الأخ في الله! دعني أنقل لك ما يقوله أحد المنصرين -واسمه لورنس بروفن -، قال هذا الكلام قبل عشرات السنين، يقول: لقد كنا نخاف، أو نخوف بشعوب كثيرة، ولكننا بعد الاختبار لم نجد مبرراً لمثل هذا الخوف، لقد كنا نخوف من قبْلُ بالخطر اليهودي والخطر الأصفر والخطر الشيوعي -وهذا قبل سقوط الشيوعية بزمن- إلا أن هذا التخويف كله لم يكن له أساس كما تخيلنا، فقد وجدنا اليهود أصدقاء لنا، وعلى هذا يكون كل مضطهد لهم عدونا الأول، عدونا الألد، ثم رأينا البلاشفة حلفاء لنا، أما الشعوب الصفراء فإن هنالك دولاً ديمقراطية كبرى تتكفل بمقاومتها، ولكن الخطر الحقيقي كان في نظام الإسلام وفي قدرته على التوسع والإخضاع، إنه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الأوروبي.
أهـ إن هذه المؤتمرات تهدف إلى تدمير شعوب وأمم، لكنها أيضاً تركز على الإسلام.