[تحريم الاعتراض على حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم]
ثانياً: أن هذا الحكم الذي صدر هو حكم الله في هؤلاء اليهود الخونة، ومن ثم فلا يجوز لمسلم الاعتراض عليه ولا نقضه، ولا يجوز وصفه بما وصفه به أعداء الإسلام وأعداء النبي صلى الله عليه وسلم ممن كتبوا عن حياته وسيرته، أو تعرضوا لهذه القضية بالذات، حيث وصفوا هذا الحكم بأنه قسوة ووحشية.
إن المعترض عليه معترض على حكم الله وحكم رسوله صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل:{فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[النساء:٦٥].
نعم لقد كان هذا الحكم هو الذي يليق بهؤلاء الخونة ناكثي العهود مع أكرم الخلق صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين.
أيها الإخوة في الله! إن هذا الحكم وإن كان صعباً وإن كان شديداً إلا أنه لائق بهؤلاء، وهو قبل ذلك وأثناء ذلك وبعد ذلك حكم الله تبارك وتعالى من فوق سبع سماوات.