أيضاً من الأمور التي ركز عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي جانب عملي: محبة الرسول صلى الله عليه وسلم: ومن أعظم مقتضياتها طاعته عليه الصلاة والسلام؛ ولهذا قال الله تعالى:{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ}[آل عمران:٣١]، فاتباع الرسول صلى الله عليه وسلم دليل محبة الله ودليل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، فالواجب أن يقدم الإنسان محبة الرسول على النفس والولد والناس أجمعين.
ومن هنا أيها الإخوة! فإن محبة الرسول لا تبقى نظرية، وإنما لها أدلتها وواقعها العملي، والرسول صلى الله عليه وسلم حينما يأمر بتقديم محبته على محبة النفس وغيرها، إنما يبني عند الإنسان وفي قلب الإنسان أن تتحول حياته وأموره كلها إلى طاعة هذا النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، والحرص على سنته، والحرص على أن يكون الإنسان ممن يُوفق للشرب من حوضه يوم العرصات، وممن يُوفق إلى أن يكون معه في الجنة، وهذه كلها لا تنال بالأماني والنظريات، وإنما تُنال بالمتابعة العملية لهذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم.
وهكذا أيها الإخوة! هناك جوانب كثيرة جداً في منهج الرسول عليه الصلاة والسلام تدل على ذلك، أكتفي بهذا فيما يتعلق بهذا الموضوع، وبقي علينا موضوعات أخرى تتعلق بالتطبيق العملي للعقيدة، ومنها منهج القرآن الكريم في ذلك، ومنهج أهل السنة والجماعة في ذلك، وقضايا أخرى أتركها لمناسبة أخرى.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن ييسر لنا أن نوضحها بإذن الله تبارك وتعالى.