[وجوب الحذر من الحرب النفسية التي تحاك ضد المسلمين]
الأمر الثاني: أن هناك حرباً نفسيةً تحاك ضد الأمة الإسلامية، وضد الصحوة الإسلامية في كل مكان، فأعداء الإسلام يريدون أن يهزموا المسلمين من الداخل، وأن يحبطوا هذه العزة وهذه الثقة الذي يجدها المسلم داخل إيمانه.
إنها حرب نفسية تريد من المسلمين أن يظنوا أنهم لا قوة لهم ولا مكانة لهم بين الأمم ولا عزة لهم ولا سلطان لهم، وإنما المكانة والعزة والسلطان إنما هي لأعداء الله تبارك وتعالى الذين تنكبوا الصراط المستقيم.
هكذا يريدون أن يصوروا الحال، وهكذا يريدون أن يغرسوا في نفوسنا وفي نفوس المسلمين وفي نفوس شباب الإسلام هذا الغرس الخبيث الذي هو في حقيقته حرب نفسية من الداخل، حتى يتيه المسلم في خضم الفتن والأحوال والأحداث وغيرها، فيظن أنه فقد عزته وفقد إيمانه وفقد مكمن الرفعة الذي هو الإيمان بالله سبحانه وتعالى، ويبدأ يلتفت يميناً وشمالاً، وإذا ما التفت يميناً وشمالاً اعرض عن الله فأعرض الله عنه، كما قال تعالى:{وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى}[طه:١٢٤ - ١٢٦]، وهذا هو الذي يريده أعداء الإسلام، إنهم يريدون حرباً نفسية من الداخل حتى يبحث الإنسان المسلم عن عزة ورفعة بغير هذا الإيمان الذي يحمله بين جنبيه، وإذا بحث عنها في غير الطريق المستقيم خاب وخسر وذل وصار مهيناً محتقراً، إما في نفسه وإما بين الأمم جميعها.