وأود بهذه المناسبة أن أشير في ختام هذه المقدمة القصيرة عن أهمية سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى أن من المهم مدارسة سيرة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالاقتداء بهم فقال:(اقتدوا باللذين من بعدي)، وقال:(عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين).
والأمر الثاني -وهو المهم جداً- أن الخلافة الراشدة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم هي أول تطبيق عملي للإسلام بدون الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى لا يأتي قائل ويقول: أين نحن من سيرة النبي عليه الصلاة والسلام وهو رسول الله مؤيد بالوحي ومؤيد بالمعجزات إلى آخره؟ فنقول له: نعم، هذه سيرة واجب اتباعها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بذل الأسباب، وكان بشراً عليه الصلاة والسلام، لكنه كان نبياً، أما خلافة الخلفاء الراشدين فهي تطبيق عملي قريب متكامل لما أراده الرسول صلى الله عليه وسلم، فينبغي أن نهتم بدراسة تاريخهم وسيرتهم رضي الله عنهم وأرضاهم، وأن نمحصها.
وننتقل بعد ذلك إلى الفقرة الثانية وهي المتعلقة بمصادر سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.