بمعنى أن الإنسان وهو يتخلق بالخلق ويعامل الآخرين أو يقول أو يفعل أو يتصرف أو ينفق أو يجاهد أو يسافر أو يفعل أي شيء تجد عمله هذا مربوطاً بالنية، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:(إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)، ولهذا تجد السلف رحمهم الله تعالى كان الواحد منهم إذا فجأه الأمر لا يفعله بسرعة، وإنما يقول: دعني قليلاً لأنوي.
هذا هو الفارق بين أخلاق المؤمنين الذين يقصدون بأعمالهم وجه الله تعالى وبين غيرهم، الفارق هو تلك النية.
تجد الكافر ينفق على أولاده، وينفق على من تجب نفقته عليه من أقاربه، تجده قد يحسن إلى الناس، وقد يفعل الخير، لكنك تجد هذه الأعمال التي يفعلها بغير نية لا يكتب له شيء من أجرها.
وكذلك أيضاً من عمل من المؤمنين عملاً بغير نية، أو قصد به غير وجه الله تعالى فإنه لا يُقبل منه، ويُرد على صاحبه، لكن المؤمن هو الذي إذا أعطى وإذا منع وإذا قال وإذا تصدق يقصد بذلك وجه الله سبحانه وتعالى، ولذلك نجد أن المؤمن إن سار أو مشى أو فعل يستشعر أن أفعاله كلها يؤجر عليها؛ لأنه يقصد بها وجه الله.
ومن هنا فإن النبي صلى الله عليه وسلم جعل من الصدقة ما تضعه في في امرأتك، ومعنى هذا أن هذه النفقة الواجبة عليك إذا نويت بها تؤجر عليها.