للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[وساطة الأوس لحلفائهم بني قريظة]

أيها الإخوة! لما كان بنو النضير وبنو قينقاع من اليهود حلفاء الخزرج في الجاهلية، وقد شفعوا لهم وقبل النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة عبد الله بن أبي ابن سلول فيهم، فاكتفى بإجلائهم من المدينة، وهنا رغب الأوس وهم حلفاء بني قريظة أن يشفعوا لهم، كما فعل إخوانهم الخزرج مع حلفائهم، وتوجه وفد من وجوه الأوس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلبوا منه أن يتكرم بالتخفيف من الحكم على هؤلاء اليهود ولو بنفيهم عن المدينة، كما فعل مع بني قينقاع.

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بما جبل عليه من نبل وكرم ومراعاة لأصحابه خاصة الذين آووه ونصروه حان لا يرد طلباً يقدر عليه، وهاهو عليه الصلاة والسلام قد استجاب قبل لرأس النفاق حين طلب من الرسول صلى الله عليه وسلم أن يهب له حلفاءه من اليهود، فكيف لا يستجيب لأصحابه الكرام من الأوس الذين ناصروه في الإسلام رضي الله عنهم؟ قال ابن إسحاق: فلما أصبحوا -أي: بني قريظة- نزلوا على حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الأوس: يا رسول الله! إنهم كانوا موالينا دون الخزرج، وقد فعلت في موالي إخواننا ما قد علمت.

وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حاصر بني قينقاع، فنزلوا على حكمه، فسأله إياهم عبد الله بن أبي ابن سلول، فوهبهم له، فلما سألته الأوس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذاك سعد بن معاذ).

<<  <  ج: ص:  >  >>