[تعاظم انحراف اليهود بعد موت موسى عليه الصلاة والسلام]
لقد استمرت انحرافاتهم الخطيرة، بل وعظمت وطمت بعد موسى عليه الصلاة والسلام، فقتلوا عدداً كبيراً من أنبيائهم قال الله تعالى عنهم:{كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ}[المائدة:٧٠]، وممن قتلوا يحيى وزكريا عليهما السلام، وآخر من حاولوا قتله عيسى الذي نجاه الله ورفعه، ومحمد صلى الله عليه وسلم الذي نجاه الله منهم وسلمه.
وحرفوا دين اليهودية والنصرانية، فأما تحريفهم لدين اليهود وللتوراة فأمر معلوم، وأما تحريفهم لدين النصارى فبسبب بولس الذي يعظمه النصارى إلى اليوم، وقد كان له الدور الأكبر في تحريف الديانة النصرانية وتحويلها إلى التثليث والشرك، وهو يهودي من الفريسيين، وكان من ألد أعداء عيسى عليه السلام، فلما رفع دخل بولس في النصرانية، وادعى أن عيسى أوحى إليه أن يدعو إلى الديانة المسيحية، فنشط في الدعوة إليها، وزعم أنه يتلقى التعاليم من عيسى ومن الله إلهاماً، وصار أحد الرسل السبعين الذين نزل عليهم روح القدس في اعتقاد النصارى، وصار بولس هذا معلماً لـ مرقس ولوقا صاحبي الأناجيل المعروفة المحرفة عند النصارى إلى اليوم، وهكذا بعد تحريف اليهود لديانتهم حرفوا الديانة والملة التي جاء بها رسولهم عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم.