النوع الثاني من التوكل: التوكل في الأسباب الظاهرة المادية، مثل أن يتوكل الإنسان على غني أو أمير في رزقه، ويشبه كثيراً ما نشاهده من بعض الناس في اعتمادهم في رواتبهم على الدولة، ويستقر في قلب الإنسان أحياناً أنه إن انقطع الراتب مات، أو بالأحرى إن انقطع هذا الراتب ساءت حاله وضاع مستقبله، وهذا في الحقيقة من الأمور الخطيرة التي نشاهدها ونسمعها، خاصة من شبابنا الذين قد تخرجوا أو قد قرب تخرجهم، يظن أنه لا يمكن أن يضمن مستقبله -كما يعبرون- إلا بأن يكون له راتب في الوزارة الفلانية، أو في الشركة الفلانية، فهذا سماه العلماء شركاً أصغر، وقالوا: إنه شرك خفي ومعنى أنه شرك أصغر أنه لا يخرج الإنسان من الملة، لكنه من الكبائر التي ينقص فيها إيمان العبد ويضعف إيمانه بالله سبحانه وتعالى.