هل الذي يكرر الذنب يكون قد خلط عملاً سيئاً وآخر صالحاً؟
الجواب
لا شك أن تكرار الذنب ليس بطيب، لكن عليه أن يبادر بالتوبة، لكن الذي نوصيه به هو أن الإنسان إذا تاب إلى الله فعليه أن يعمل بدواعي التوبة، فلا بد -حتى يحقق شرط الإقلاع من الذنب- من أن يقلع عن وسائل ومجالس الذنوب، أليس من شروط التوبة الإقلاع؟! الإقلاع ليس كلاماً تقوله، لا يكفي أن تقول: أقلعت.
وإنما يجب أن يكون عملياً، والإقلاع العملي يكون بترك الذنب نفسه وبترك وسائله، ولهذا قال تعالى:{لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}[النور:٢١]؛ لأن خطوات الشيطان تدعو إلى المعاصي، كذلك أيضاً ينبغي للتائب أن يبتعد عن المجالس، فالإنسان إذا تاب من ذنب من الذنوب كان قد اجتمع عليه مع غيره فليعتزل هذا الاجتماع، وهذه العصبة أشد عليه من عدو معه رمح يريد أن يطعنه به، فلا بد من الإقلاع والبعد، كذلك أيضاً من شروط التوبة العزم على أن لا يعود، ومن وسائل العزم على أن لا يعود أن يجدد طاعة، وأن يحرص على لقاء الطيبين بأن يستبدل بتلك المجالس السيئة مجالس طيبة، فلابد من المجاهدة.
والتوبة إلى الله لو كانت كلمة يقولها الإنسان لكانت أسهل شيء، ولكنا نذنب في اليوم مئة ذنب ونتوب وينتهي الموضوع، لكنها ليست كذلك، التوبة تحتاج إلى مجاهدة، لكن فيها مسرة وراحة نفس وطمأنينة قلب؛ لأن الله يفرح بعبده، وتصور أن الله فوق سبع سماوات يفرح بك.
إذا تبت إلى الله فعليك أن تعمل بالوسائل التي تعينك على هذه التوبة، نسأل الله أن يرزقني وإياكم التوبة النصوح.