[التاريخ والأحداث عظات وعبر]
هذه نماذج لأحوال الصالحين مع كتاب الله تبارك وتعالى، وهي أحوال تدخل ضمن تاريخ أمة فيها عبر وعظات لمن أراد أن يتذكر، والتذكير -أيها الأخ المسلم- يكون بالقرآن، ويكون بأيام الله تبارك وتعالى، وقد أمر الله بذلك رسله، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ} [إبراهيم:٥]، فما هي أيام الله أيها الأخ المؤمن؟ لقد فسرها بعض الصحابة بنعم الله، فسرها بذلك ابن عباس ومجاهد، وفسرها بعض التابعين بنقم الله على أهل الكفر وأهل المعاصي، وهذا قول مجاهد، قال ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج: والصواب أن أيام الله تعم النوعين، وهي وقائعه التي أوقعها بأعدائه ونعمه التي ساقها إلى أوليائه.
أيها الأخ في الله! ألا تتذكر أيام الله تبارك وتعالى بنوعيها؟ نِعَم لا تعد ولا تحصى أنعم الله بها علينا، ألا نتذكر هذه النعم العظيمة ونخشى أن تزول عنا؟ ثم ألا نتذكر أيام الله ونقمه على أعدائه ممن مضى قبلنا.
إن الله سبحانه وتعالى يرسل إلى المسلمين وإلى العالمين نذراً حتى يستيقظوا، ومن هذه النذر التي نسمع بها هذه الأيام الزلازل التي تقع في بعض بلاد المسلمين، فمن الذي خلقها ومن الذي أوجدها؟ خبراء الزلازل يقولون: هي ضغوط تحت الأرض، ثم تحتاج الأرض إلى متنفس فيحدث الزلزال.
ونحن نقول: من الذي خلق الأرض ودحاها وجعلها على هذه الحال؟ إنه الله سبحانه وتعالى، {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا} [فاطر:٤١]، نعم هو الذي يمسكها، وهو الذي يحركها، وهذه آيات لكم ونذر أيها المؤمنون، فاتقوا الله أيها المؤمنون.
يا أهل الإعلام! وأنتم تعرضون لهذا الخبر اربطوه بآيات الله وأيام الله والقرآن، ولا تفصلوا الدين عن الحياة، فهذه آيات بينات، فمن الذي خلقها؟ من الذي أوجدها؟ الكسوف يحدث، وقد نعلم به قبل حدوثه، لكن من الذي أوجده هكذا؟ ولماذا فزع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يأتيه الغيب من السماء؟! إنها آيات لله سبحانه وتعالى، فاتقوا الله يا عباد الله المؤمنين، اتقوا الله في أنفسكم، واتقوا الله في دينكم، واتقوا الله في إخوانكم المسلمين، وراقبوا ربكم في جميع الأمور، فليس بيننا وبين الله شيء، فمن آمن بالله فالله معه، ومن أعرض عن الله فإن الله يعرض عنه، وهذه حقيقة قرآنية يجب أن لا يشك فيها أي مسلم.
أيها الأخ في الله! قف مع القرآن وآياته وتدبر العظات.
اللهم أحي قلوبنا بالقرآن، اللهم اعمر قلوبنا بالقرآن وبمواعظ القرآن، اللهم اجعلنا ممن يتذكر بأيام الله، اللهم اجعلنا ممن يتذكر بأيام الله، اللهم قنا وقِ المسلمين جميعاً شر الفتن والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن، اللهم قنا شر الفتن والزلازل والمحن ما ظهر منها وما بطن يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وانصر عبادك الموحدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم انصر عبادك المؤمنين المجاهدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم دمر أعداء الدين، اللهم دمر أعداء الدين في مشارق الأرض ومغاربها يا رب العالمين.
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، اللهم اشغله بنفسه، اللهم اشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.
اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم ثبتنا بقولك الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة يا كريم، اللهم ارحمنا جميعاً واغفر لنا ولوالدينا ولأرحامنا وأزواجنا وأولادنا ومعلمينا وكل من كان له فضل علينا يا أرحم الراحمين ويا أكرم الأكرمين.
اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا محمد، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن سار على نهجهم واهتدى بهداهم إلى يوم الدين.
والحمد لله رب العالمين.