الأمر الثالث: وزن الأمم والأفراد بميزان الإيمان، وهذه قضية واضحة جداً، فالإنسان الذي يحمل هذا الإيمان ويعتز به يزن الناس به، فأمامه أن الكفار لا وزن لهم، ولا قيمة لهم ولا كرامة؛ لأن الله أهانهم وأذلهم، بل قال -وهو سبحانه أصدق القائلين، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا}[النساء:٨٧]، {وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا}[النساء:١٢٢]- قال عن هؤلاء الكفار:{أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ}[الأعراف:١٧٩]؛ لأن الأنعام أتت بما خلقت له من مركب أو مأكل أو غير ذلك، لكن هؤلاء خلقوا للعبادة فأبوا أن يخلصوا لله الواحد، فهم كالأنعام، بل هم أضل منها.
فميزان المؤمن هو ميزان الولاء والبراء، فالمؤمنون لهم كرامة عنده، وأخوك المؤمن تحمل في قلبك حباً له، ولا تحتقره ولو كان أقل منك رتبة، وأقل منك مالاً، وتحمل في نفسك الكرامة لأخيك المؤمن؛ لأنك تحبه في الله، هذا هو الميزان الذي يدل على أنك تعتز بهذا الدين فتزن به الناس، قال تعالى:{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات:١٣].