[التوكل على الله يكسب الإنسان الرضا بما قسم الله له]
ومن ثمراته الرضا أن يرضى الإنسان بما قسم الله له، فإذا توكل على الله في أموره كلها رضي بالله سبحانه وتعالى وبما قسم له؛ لأن كل أمر قدره الله سبحانه وتعالى على العبد فلا بد له فيه من أمرين: الأمر الأول: التوكل على الله قبل وقوعه.
وأثناء سيره.
ثم إن صدق الإنسان بهذا يأتي الأمر الثاني، وهو الرضا بالله على أي حال وقع المقدور، وهذا الذي علمنا إياه رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الاستخارة، والاستخارة إنما تكون في الأمور الدنيوية، أما الأمور الشرعية المطلوبة فلا يستخير الإنسان فيها، إذا أراد الإنسان أن يصلي، أو يقوم الليل، أو يصوم، أو يحج، أو يعتمر، أو يتصدق لا يقول: أستخير.
وإنما يقدم عليها؛ لأنها طاعة لا يتردد فيها، ولكنه يستخير في أموره الدنيوية التي لا يدري هل يكون له فيها خير أم يكون له فيها شر، فإذا تردد في الأمر ولم يترجح له أوصاه النبي صلى الله عليه وسلم بدعاء الاستخارة، الذي فيه يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين، ثم يقول: اللهم! إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم؛ فإنك تعلم ولا أعلم، وتقدر ولا أقدر) ثم في آخر هذا الحديث يوصي النبي صلى الله عليه وسلم أن الإنسان بعد ما يسمي حاجته يقول: (وإلا فاصرفه عني) يعني: إن لم يكن خيراً لي (واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به)، فيرضى الإنسان بما قسم الله سبحانه وتعالى له، ولا شك أن الإنسان إذا توكل على الله وأحسن الظن بالله سبحانه وتعالى لا يغضب من أي أمر قد قدره الله سبحانه وتعالى عليه.