سادساً: نتلوه على أنه كلام الله تعالى، تكلم به الذي خلق السماوات والأرض وكل شيء، والله تبارك وتعالى خالق كل شيء، تكلم به الذي يسبح له ما في السماوات والأرض، ويسجد له من في السماوات ومن في الأرض، تكلم به من بيده ملكوت كل شيء، تكلم به من إذا أراد شيئاً فإنه يقول له:(كن) فيكون، تكلم به من قلوب العباد بين إصبعين من أصابعه يقلبها كيف يشاء.
نتلوه ونحن نؤمن بأن الذي تكلم به الملك الجبار، العزيز الحكيم، القوي المتين، أخذ الظالمين أخذ عزيز مقتدر، أخذ عاداً لما كفروا بالريح العقيم، وأخذ ثمود لما طغوا بالصيحة التي قطعت قلوبهم داخل صدروهم، وأغرق فرعون والناس ينظرون، وخسف بقارون وهو في زينته ومن حوله لا يكادون يصدقون.
تكلم به الذي أخذ طواغيت قريش في بدر فأصبحوا صرعى، فرماهم المصطفى صلى الله عليه وسلم في القليب وخاطبهم:(هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني قد وجدت ما وعدني ربي حقاً).
تكلم به الذي رد الأحزاب وقد تحزبوا وتجمعوا في جيوش جرارة، فأنزل الله وأرسل إليهم ريحاً وجنوداً لم يروها فكان ذلك نصر الله لعباده المؤمنين.
تكلم به الذي أنزل اليهود من صياصيهم وحصونهم {مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ}[الحشر:٢].
تكلم به الذي نصر المؤمنين الصادقين في معارك الإسلام الفاصلة في القادسية واليرموك وعين جالوت وحطين، فكانت آيات وعبراً للمعتبرين.
نتلوه على أنه كلام الله ملك الملوك ومالك الملك، جميع الخلق فقراء إليه:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ}[فاطر:١٥].
نتلوه ونحن نؤمن بالله بأسمائه وصفاته وبكماله تبارك وتعالى، نتلو هذا القرآن على أنه كلام الله تبارك وتعالى، نستحضر هذا مع كل كلمة وآية وسورة من القرآن العظيم.