للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[جهل كثير من طلاب المدارس بالعقيدة]

السؤال

في إحدى المدارس الثانوية سأل أحد الأساتذة سؤالاً وهو: ما هو تعريف توحيد الألوهية؟ فلم يعرف أحد منهم، فسأل عن توحيد الربوبية؟ فإذا أحدهم يجيب بقوله: هي أقوال وأفعال مخصوصة تُفتتح بالتكبير وتُختتم بالتسليم، فما تعليقكم على ذلك؟

الجواب

أقول: لا حول ولا قوة إلا بالله! أن يعرف توحيد الربوبية بالصلاة، فهذا التعريف هو تعريف الصلاة، فهي: أقوال وأفعال مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم، فإذا كان الفصل لم يعرف ما هو توحيد الألوهية فهذه مصيبة، وإذا كان الفصل لم يعرف أحد منهم تعريف توحيد الربوبية فهذه مصيبة، وإذا كان بعضهم عرف الربوبية بتعريف الصلاة فالمصيبة أعظم، وهذا من الجهل المركب، وهو بخلاف الجهل العادي.

يعني: قد يجهل أحدنا مدينة معينة أو يجهل كتاباً، ويقول: أنا لا أدري؛ فهذا ليس فيه شيء، لكن الجهل المركب هو: أن يتراكب عليك الجهل فتظن أن هذا الشيء هو كذا وتفهمه على غير حقيقته، هذا هو الجهل المركب، يعني: قد تسأل واحداً وتقول له: ما هو هذا؟ فيقول لك: لا أدري، فهذا جهل بسيط، لكن يأتي واحد ثانٍ ويقول لعلبة المناديل: هذا ميكروفون، فهذا جهل مركب؛ لأنه لم يعرف الشيء، لكن أضاف إليه أنه عرفه على غير حقيقتة، فكون هذا الإنسان يعرف توحيد الربوبية بالصلاة هذا جهل مركب.

وهذا يدل على أن واجبنا كبير بالنسبة لتربية الناس وتفهيمهم بأصول العقيدة، فهذه والله مصيبة، وقد أخبرني أحد الأساتذة وقال: دخلت في فصل الثانوية وطلبت منهم قراءة الفاتحة، فلم يحسن قراءة الفاتحة إلا واحد، فقلت: أعوذ بالله! طالب في الثانوية العامة درس الابتدائي والمتوسط قرابة العشر سنوات ولا يحفظ الفاتحة! هذه مصيبة، فالعامي كبير السن من البادية إذا التقينا به في البادية وصار يغلط في الفاتحة عذرناه، لكن الطالب الدارس ليس كذلك.

إذاً: أيها الإخوة! واجب علينا جميعاً أن نعلم الناس هذه العقيدة، وأن نفهمهم إياها، وأن نبسطها لهم.