للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حكم بدء الكفار بالسلام والابتسامة لهم]

السؤال

هل يجوز أن نبدأ الكفار بالسلام؟ وإذا سلموا علينا فهل نرد عليهم؟ وهل لنا أن نبتسم لهم ونتودد إليهم؟ خاصة إذا كانت هناك علاقة عمل كبناء دار أو في شركة ونحوها، وهل يؤثر ذلك في عقيدتنا؟

الجواب

الثابت أنه لا يجوز بدؤهم بالسلام، وإذا سلموا فيرد عليهم، فإن كان تسليمهم بالسلام فيقال: وعليكم، وإن كان تسليمهم بغيره فلا بأس بالرد، فلو قال: صبحك الله بالخير مثلاً، فترد عليه بمثلها داعياً له بالهداية، كما كان السلف رحمهم الله تعالى يصنعون هذا؛ أما بدؤهم بالسلام فإن الله هو السلام، ولا يلقى هذا إلا على المؤمنين، وكذلك أيضاً لا يجوز للإنسان أن يبتسم في وجوههم ابتداء، وينبغي للإنسان أن يجعل علاقته بهؤلاء منطلقها علاقة دعوة، وإذا كان ذلك جاز الكلام وجازت الابتسامة أحياناً؛ لأجل الدعوة، والرسول صلى الله عليه وسلم أكل الطعام عند اليهود، ومن غير المعقول أن يكون الرسول أكل طعامه وهو صامت عابس بوجهه، والناس في هذا الباب يجب عليهم أن يتقوا الله سبحانه وتعالى في هؤلاء، وينبغي أن تعلموا أن إظهار عزة المؤمنين للكفار هو منهج دعوي، بعض الناس يقول: ينبغي لنا أن نضحك في وجوههم ونتودد حتى ندعوهم إلى الإسلام، فنقول: إذا احترمناهم وقدرناهم ورغبناهم وربما قدمناهم على غيرهم، فلماذا سوف يدخلون في الإسلام؟! لماذا سيدخل في الإسلام وهو إذا كان كافراً صار أعز منه إذا كان مسلماً في موازين الناس؟! لذلك كان من شريعة الله أن الذمي يعطي الجزية عن يد وهو صاغر، ويلبس لباساً خاصاً، كما كان موجوداً في زمن الدولة الإسلامية، وإلى سنوات قريبة مضت في بعض البلاد الإسلامية، حتى يشعر أنه ذمي، ومتى يخرج من الإهانة؟ يخرج من الإهانة إذا دخل في الإسلام، فأنت كأنك تقول له: ستبقى بين المسلمين لا عزة لك إلا إذا دخلت الإسلام، لكن نعوذ بالله في هذه الأيام اختلت الموازين، فصار إذا جاء من بلاد الكفر وهو كافر نصراني أو غير نصراني قدمناه وقربناه، فكأننا نقول له: بقاؤك على الكفر أعز لك من الإسلام! أرأيتم كيف أن حال المسلمين أنهم يصدون عن دين الله وهم لا يشعرون! نسأل الله العافية.

<<  <  ج: ص:  >  >>