للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ربط القول بالعمل]

الصفة الثالثة: ربط القول بالعمل.

وهو أن يوافق قوله فعله، وأن لا يكون من الذين قال الله فيهم: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:٢]، فتش عن السلف المؤمنين في تاريخهم رحمهم الله تعالى تجدهم يربطون القول بالعمل، إذا قالوا عملوا، ولا تخالف أقوالهم أعمالهم، وهذه سمة مهمة جداً في باب الأخلاق، لا تختص بخلق معين، ولا بصفة معينة، وإنما هي سمة عامة في خلق المؤمن أنه لا يخالف قوله فعله.

ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم -كما في الحديث الصحيح عند مسلم - قال: (لم يكن نبي قط إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يتبعون أمره ويهتدون بسنته، ثم يأتي من بعد ذلك أمراء يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون)، وفي بعض الألفاظ: (ثم يخلف بعد ذلك خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون).

إذاً هذه سمة من سمات المؤمنين، أن كل قولهم يوافق أفعالهم، ونعلم جميعاً أهمية ذلك التأثير على الآخرين، إذا وجد الإنسان يخالف قوله فعله ترك ولم يتأثر به في هذا الخلق أو في هذه الصفة أو نحو ذلك.