وقد بين الرسول صلى الله عليه وسلم لنا فضل القرآن العظيم، وسأذكر في ذلك بعض الأحاديث: منها: ما رواه أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تعالى أهلين من الناس -انظروا إلى التعبير- أهل القرآن هم أهل الله وخاصته)، رواه أحمد والنسائي وابن ماجة والحاكم، وهو حديث صحيح.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ حرفاً من كلام الله كان له به عشر حسنات، أما إني لا أقول: (الم) حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف)، رواه الترمذي، وهو حديث صحيح.
وقد روى البيهقي في (شعب الإيمان) حديثاً حسنه بعض العلماء ومنهم الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير، قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم:(لو جمع القرآن في إهاب ما احترق)، أي: لو جمع القرآن في جلد ما أحرقه الله في النار، وهذا فيه إشارة وبشرى وأمل ورجاء لمن يحفظ كلام الله ألا يحرقه الله في نار جهنم.
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم:(إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين).
وقد روى أبو داود والنسائي والترمذي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال:(يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأها).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل وأطراف النهار)، أي: أنه مغبوط على ما وهبه الله ووفقه من حفظ كتاب الله سبحانه وتعالى.
وأختم هذه الأحاديث بحديث رواه الترمذي والحاكم وهو حديث صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله -حله: من الحلية-، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب زده، فيلبس تاج الكرامة، ثم يقول: يا رب ارض عنه، فيرضى عنه، فيقول: اقرأ وارق فيزداد بكل آية حسنة)، ففي هذا فضل عظيم لكلام الله سبحانه وتعالى.