ولقد كان السلف رحمهم الله تعالى يعيشون حياتهم للقرآن ولتعليم القرآن، فهذا أبو عبد الرحمن السلمي التابعي رحمه الله تعالى جلس سبعين سنة يعلم الناس القرآن، ومثله كثير في كل زمن، وفسر مجاهد قول الله تعالى:{يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ}[البقرة:١٢١] بأن قال: يعملون به حق العمل.
وهذه هي الغاية من تلاوة القرآن، أن يعمل به صاحبه.
فأين نحن من القرآن العظيم؟ أين نحن من هذا الكتاب المبين الحق الذي {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}[فصلت:٤٢]؟ أين نحن من هذا القرآن يا أمة الإسلام؟ أين نحن من تلاوته وتعلمه وتعليمه؟ أين نحن من العمل به؟ أين نحن من العيش في ظل هذا القرآن؟ اللهم إنا نسألك أن تعمر قلوبنا وأن تملأها بالقرآن العظيم، اللهم رد أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا القرآن لتعمل به حق العمل يا رب العالمين، اللهم اعمر قلوبنا وبلادنا بالقرآن، اللهم أجرها من الفساد وسوء الأخلاق، اللهم أملأها بالقرآن يا رب العالمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم انصر عبادك الموحدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم انصر عبادك المؤمنين الموحدين في كل مكان يا رب العالمين، اللهم أذل الشرك والمشركين، اللهم أذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين في كل مكان يا رب العالمين.
اللهم من أراد عقيدتنا بسوء فاشغله بنفسه يا رب العالمين، اللهم من أرادها بهدم أو تغيير فاشغله بنفسه يا رب العالمين، واجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء، اللهم من أراد أمننا بسوء فاشغله بنفسه يا رب العالمين، اللهم اجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.
اللهم احفظنا واحفظ أمننا بالقرآن والعمل بالقرآن، اللهم احفظنا واحفظ أمننا وأمن المسلمين جميعاً بالقرآن العظيم، اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء فاشغله بنفسه، اللهم من أراد أخلاقنا وأخلاق شبابنا وبناتنا بسوء فاشغله بنفسه، اللهم اجعل تدبيره تدميراً عليه يا سميع الدعاء.
اللهم إنا نسألك أن توفقنا جميعاً لما تحبه وترضاه، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وأخص منهم الأربعة الخلفاء وبقية العشرة وآل بيته الطيبين الطاهرين، وبقية الصحابة أجمعين، واجعلنا معهم بمنك وكرمك يا أرحم الراحمين.