للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أهمية تعلم العلم الشرعي]

الوصية السادسة: تعلمي العلم الشرعي المبني على العقيدة الصحيحة البعيدة عن البدع؛ فإن البدع كثرت في هذه الأيام، ووالله إن قليلاً على سنة -والسنة موجودة في الكتاب والسنة- خير لك ألف مرة من بدعة حتى ولو زينها المزينون.

فيا أيتها الأخت! كوني على منهاج السلف الصالح، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما أخبر عمن ينجو من العذاب من النار قال: (من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي).

إذاً من ابتدع بدعاً فليعلم أنه على غير منهاج النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه، فاحرصي -أيتها الأخت- على أن تتعلمي العقيدة، وعلى أن تعلميها، لأن العقيدة هي الأساس في التربية وفي الفهم وفي الخلق وفي السلوك وفي كل شأن من شئون الحياة، فاحرصي على تعلمها وتعليمها لكل من حولك، وأخص بذلك أم الأسرة، فربي أولادك على العقيدة، وإذا جئت لتعلمي ولدك فعلميه الأمور التي تنفع من أمور الدين وأمور الخلق، ولا تكوني كما كان يفعل بعض النساء أو بعض الآباء حين يقول لولده: أنت ممتاز، وغداً تنجح وتصبح لك سيارة وفلة.

وهذا عجيب وهذه هي أطماح الحياة، ولكن هل تأمنون أن تعيشوا إلى ذلك؟ وهل هذه الدنيا بلغت هذا القدر؟

الجواب

لا.

فعلقي ولدك بالله، وعلقي ولدك برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليتعلم سنته ويتأدب بآدابها، وذكريه بالإيمان بالله وباليوم الآخر وبالجنة وبالنار، وعلميه بتبسيط من خلال القصة، ومن خلال الكلمة، ومن خلال الموعظة.

وخير ما يتفتق به ذهن الصبي وفمه هو أن يتلو كتاب الله تبارك وتعالى، وأن يتحفظه، فاحرصي على أن تجعلي ابنك يذهب إلى مدارس تحفيظ القرآن في المساجد.

وكوني -أيتها الأخت- نوراً للأسرة ولغيرها، وكوني ربة بيت عاقلة تضفي على البيت عمل العقلاء من النساء ديناً وأدباً وخلقاً وعقلاً وكرماً، بحيث تصبح هذه المرأة مضرب المثل لغيرها من النساء الأخريات، ووالله ليس بينك وبين هذا إلا أن تعزمي عزيمة صادقة على أن تتعاوني مع زوجك على أن تبني هذه الأسرة.

وإياك والمشكلات! فلا تثيري المشكلات لأتفه الأسباب، ولاتعيشي ليلك في حمق وغضب لأن فلانة قالت أو قال فلان أو نحو ذلك، فهذه أمور تافهة، فاغفري لأصحابها، وقولي: غفر الله لهم.

وأريحي قلبك ونفسك.

إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبر عن رجل ثلاثة أيام وهو يقول فيه: (يطلع عليكم رجل من أهل الجنة) فالصحابة تعجبوا من هذا الرجل، فذهب واحد منهم إليه، وبات عنده ليعلم ما في عبادته، فلم يجد عنده كثير عبادة ولا قيام ليل، فقال له: ما الذي بلغ بك أن يقول فيك النبي صلى الله عليه وآله وسلم: إنك من أهل الجنة وأنا ما رأيت عليك مزيداً؟ قال له: ما هو إلا ما رأيت، غير أني أبيت وليس في قلبي حسد ولا غل لأحد.

فالذي ينام مستريح القلب مطمئن النفس ينال هذه المنزلة، ويعينه هذا على صحته، ويعينه على معالجة مشكلاته.

أما هذا الذي يأكل نفسه حسداً وغيظاً ونظراً إلى الآخرين فهذا يحرق نفسه، ولن يجد إلا ما كتب الله له.

<<  <  ج: ص:  >  >>