الوصية الخامسة -وأفردها وإن كانت متعلقة بالزوج لأهميتها-: أن تحرصي على أن تكون علاقتك بأهل زوجك طيبة، وعلى أن تكوني ممن يأمر زوجها بأن يبر بأهله وبوالديه بصفة خاصة، وأم زوجك -أيتها الأخت- احرصي على أن تكوني لها بنتاً مطيعة، ولا تنظري إلى كلام الأخريات ولا إلى كلام البنات ولا إلى أي شيء، فإن كنت تبحثين عن السعادة في الآخرة فالسعادة في الآخرة هي بأن تطيعي زوجك، وأن تجعليه عوناً لك، وأن تعينيه على طاعة الله سبحانه وتعالى، ومن طاعته لله سبحانه وتعالى أن يكون براً بوالديه، وإني لأتعجب من المرأة التي تحرص على أن الزوج ينقطع عن والدته وعن أهله، وأنا أقول: لا تفعل هذا إلا امرأة مجنونة غير عاقلة فعلاً، وإلا فهل هناك خير في زوج يعق والديه؟! والأمر قد انعكس عليها فعلاً، فهي تظن أنها كسبت القضية وكسبت الجولة وقطعت زوجها عن أهله وعن والدته وتفرغ لها، لكن الذي يحدث أحياناً هو أن الله يسلط زوجها عليها في النهاية، أو أن الله يسلط عليها أولادها فيما بعد ذلك، فزوج لا يبر بأمه وأبيه وأهله هو زوج لا ينفع؛ لأنه بالنسبة له لا تزال المسئولية في بر الوالدين باقية عليه، فأنت صرت مع زوجك فخفت عنك المسئوليات الأخرى، وصارت طاعة زوجك مقدمة، لكن زوجك ليس كذلك، بل عليه مسئوليات متعددة، وبره بوالديه باقٍ، فإن عقهما فهو عاق، وأنت -والحالة هذه- تكونين متزوجة تعيشين مع زوج عاصٍ يعق والديه، فهو شبيه -مع بعض الاختلاف- بامرأة تتزوج بزوج يشرب الخمر أو يرتكب نحو ذلك من الكبائر، بل قد يكون هذا أشد.
فيا أيتها الأخت العاقلة! إن الدنيا فانية، فكوني عوناً لزوجك حتى ولو كانت أم زوجك أو أهله أو غيرهم يتصرفون أحياناً تصرفات غير طيبة، فكوني أنت طيبة معهم، وراقبي ربك، ولا تراقبي الخلق، وناقشي هذا الأمر مع زوجك بصراحة.