النوع الثالث من أنواع التوكل: ما يسمى بالوكالة في الأمور العادية، يوكل شخصاً آخر في أمر من أموره فيما يقدر عليه هذا الشخص، فهذا من الأمور الجائزة، ولا يكون في ذهن الإنسان إذا وكل فلاناً في هذا الأمر أنه مستقل بالأمر، فإن خطر بباله أنه مستقل بالأمر وأنه توكل على فلان في القضية الفلانية لينجزها له واعتمد عليه نقص توكله على الله ووقع في الشرك الأصغر، وربما وقع في الشرك الأكبر، لكن توكيل الإنسان غيره في الأمور العادية كشراء شيء أو بيعه، أو إنابته عنه أو غير ذلك، بل -كما هو معلوم- إن غالب التوكيل إنما يكون من الأقوى إلى الأضعف، فتجد الإنسان يوكل ابنه الأصغر، أو يوكل أخاه الأصغر، أو يوكل فلاناً من الناس في مبلغ من المال أن يفعله له، فهذا توكيل لا من الأدنى إلى الأعلى، وإنما من الأعلى إلى الأدنى، فهذا دليل على أن توكيله -والحالة هذه- إنما هو توكيل في أمر عادي لا شيء فيه.