إن الحرص على نصح المسلمين من علامات المحبة في الله، ولذا يقول جرير بن عبد الله رضي الله عنه:(بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم)، والحديث في الصحيحين، وحديث تميم الداري الذي رواه مسلم:(الدين النصيحة.
قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم)، فالنصح لعامة المؤمنين هو من هذا الباب.
ومن أعظم آفات الأخوة في الله وأعظم دليل على ضعف الحب في الله: ألا ينصح الأخ أخاه في معصية أو تقصير ونحوه، إما خجلاً منه، أو حذراً من أن يكدر عليه، أو خوفاً من أن يغضب عليه ويبغضه إذا نصح، وكان السلف رحمهم الله تعالى يقولون: رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا.
إذاً: من العلامات الكبرى للحب في الله أن تحرص على أن تنصح أخاك، وألا تتساهل في هذا الأمر؛ لأن نصحك له في الدنيا بأسلوب طيب جداً له أثره العظيم فيما بينك وبينه، لا في العمل الصالح وإقلاعه عن خطئه ونحو ذلك فحسب، وإنما في المحبة بينكم، فكم من أخوين في الله ازدادت محبتهما في الله؛ لأن كل واحد منهما إذا رأى من أخيه خللاً أو تقصيراً أو عيباً نصحه، وبين له بأسلوب يدل على مدى الحب بينهما، فلنحرص أيها الإخوة في الله! على هذه الصفة، فإنها علامة من علامات الأخوة في الله والمحبة بين المؤمنين، أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلني وإياكم منهم.