إن من علامات المحبة في الله التنفيس عن كربات المسلمين، وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث المشهور:(من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة)، واسمعوا لهذا الحديث الصحيح الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولأن أمشي مع أخ في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً -يعني: مسجده صلى الله عليه وسلم- ومن كف غضبه ستره الله، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاءً يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى تهيأ له أثبت الله قدمه يوم تزول الأقدام، وإن سوء الخلق يفسد العمل كما يفسد الخل العسل).
وقصص السلف رحمهم الله تعالى في إيثارهم لإخوانهم وكشف كرباتهم معروفة مشهورة، فكم تقاسموا الأموال! وكم جرى بينهم ما جرى من الإيثار! وكل ذلك من تحقيق المحبة في الله رجاء لما عند الله تبارك وتعالى.