[أهمية الإخلاص لله في جانب التطبيق العملي للعقيدة]
السؤال
ما هي الوسائل التي تعين الشباب على تطبيق العقيدة تطبيقاً عملياً؟
الجواب
الوسائل كثيرة، لكن من أهمها: صدق التعامل مع الله سبحانه وتعالى، هذا هو الأساس الوحيد، يعني: أن الآخرين قد يعرفون عنك أو لا يعرفون؛ وقد تخطئ وقد تصيب، وقد ينتقدونك وقد يمدحونك، لكن أهم شيء أن تصدق مع الله سبحانه وتعالى، وأن تعلم أن الخلق من أولهم إلى آخرهم -وأولهم أبوك وأمك وأقرب الناس إليك- لا يستطيعون أن ينفعوك بشيء، ولا أن يضروك؛ ولا يملكون لك من الأمر شيئاً؛ بل لا يملكون لأنفسهم شيئاً.
فإذا علمت ذلك وأيقنت فوجه قلبك الله إلى الحي القيوم، ولا توجهه لمخلوق، بل وجهه إلى الحي الذي لا يموت سبحانه وتعالى، كما قال جل شأنه:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ}[الفرقان:٥٨]، فإذا وجهت قلبك إلى الله سبحانه وتعالى أعطاك الله تبارك وتعالى من اليقين والعمل ما يتحول بعونه وتوفيقه إيمانك إلى واقع عملي، وهذا هو باب الإخلاص الكبير الذي يجب أن نتذكره دائماً.
فعليك بالإخلاص لله وأنت تعمل، وأنت تدعو إلى الله، وأنت تزور أخاك، وأنت تقدم قليلاً من المال في سبيل الله، وأنت تبتسم في وجه أخيك، وأنت تعمل الأمور الكبيرة جداً، وتذكر أنك تعمل هذا لا لتمدح وإنما لتنال الأجر عند الله سبحانه وتعالى، ولتجده مكتوباً مسطراً في كتاب {لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}[الكهف:٤٩]؛ ولهذا كان هذا الإخلاص هو الذي قطع قلوب العارفين؛ لأن تهيئة النفس والقلب لهذا الإخلاص يحتاج إلى مجاهدة، فجاهد قلبك، وإذا ما أخلصت لله سبحانه وتعالى يوفقك الله، ويرضى عنك.