لماذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الصحابة بالإسراع وتغطية وجوههم عند المرور قرب مدائن صالح؟ ألا يكون الوقوف عندها هو من باب أخذ العبرة؟ وهل يجوز الآن زيارة تلك الأماكن من باب المعرفة بالشيء والاطلاع عليه؟
الجواب
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال الذي سأله السائل، كما جاء في بعض الروايات أنهم قالوا:(يا رسول الله! إنما ننظر إليها لنعتبر ونتعظ.
فقال صلى الله عليه وسلم: لا؛ إني أخاف أن يصيبكم مثل ما أصابهم)، فالعلة واضحة، وهي أن هذه ديار معذبين، ومن ثمَّ فلا يجوز للإنسان أن يمكث فيها، بل لابد أن يظهر على قلبه وعلى فعله الأثر من هذا العذاب، فكون الإنسان يذهب إلى هذا المكان ويضحك فيه ويلعب.
وهو مكان قد أنزل الله فيه على قوم عذاباً بسبب كفرهم لا يليق.
أما بالنسبة لمن أراد أن يزور هذه الأماكن فالأولى أن يمتثل لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم، بمعنى أنه لا يذهب إليها، فإن مر بها فليمر بها وهو باكٍ متأثر حزين القلب، وليمر بها مسرعاً خوفاً من أن يصيبه ما أصاب هؤلاء.