إن هذه الأمة يوم أن تؤمن بالله، وتأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتستقيم على أمر الله، فهنالك تكون أحق بالأنبياء من الأمم التي كذبتهم، وأعرضت عما جاءوا به.
وإن الناظر في حال اليهود مع أنبيائهم ليرى عجباً! فقد عصوهم، واعترضوا على كثير مما جاءوا به، وطلبوا منهم ما لا يجوز طلبه، وأدى بهم الأمر إلى أن قتلوا بعضهم، وحرفوا دينهم؛ لذلك حلت عليهم اللعنة والغضب، فضرب الله عليهم الذلة والمسكنة، وفرقهم أمماً في بقاع الأرض، فمثل هؤلاء لا حق لهم بالانتساب إلى الأنبياء عليهم السلام، إلا من آمن منهم بنبيه، وآمن بنبينا محمد خاتم الرسل عليه الصلاة والسلام.