للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أثر قراءة القرآن وترتيله]

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن الصحابة ما يدل على أثر قراءة القرآن وترتيله، فعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)، رواه مسلم.

وعن النواس بن سمعان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا، تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما).

فيا أيها الإخوة! تذكروا هذا الموقف يوم القيامة، تذكر أيها الأخ حينما تأتي يوم القيامة وقد يبس منك لسانك، وشخصت عيناك، وبلغ منك الخوف مبلغه؛ لأن الجميع يخاف، ولا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل حين تزفر جهنم إلا خاف، فتذكر يا عبد الله! حين تأتي يوم القيامة في تلك العرصات وقد غضب الجبار غضباً لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله، ثم تأتي وأمامك القرآن، فهل يمكن أن تعذب وأمامك القرآن؟ بل وأمامك سورة البقرة وآل عمران تحاجان عنك، فتدبر يا أخي هذا الموقف، واجعل القرآن في قلبك حفظاً وتلاوة وعملاً وتدبراً.

ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو هريرة وهو عند أحمد والترمذي وأبي داود وهو حديث حسن قال: (إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له)، هذه السورة هي: ({تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [الملك:١])، أي: سورة الملك.

وروى ابن حبان والبيهقي وصححه الألباني رحمه الله تعالى من حديث جابر رضي الله عنه عن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (القرآن شافع مشفع، وماحل مصدق -ماحل: أي مدافع- من جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله خلفه قاده إلى النار).

ولهذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقدم أهل القرآن؛ حتى إنهم كانوا حينما يستشهدون في سبيل الله يدفنون في مكان واحد يقدم صاحب القرآن.

وكان عمر رضي الله عنه وأرضاه يجعل شوراه في أهل القرآن شيوخاً وصغاراً، ولهذا كان معهم ابن عباس، وكان ممن يحضر مجلس شورى عمر بن الخطاب وهو يومئذ حدث صغير رضي الله عنهم جميعاً؛ لأنه كان حبر الأمة وترجمان القرآن.

<<  <  ج: ص:  >  >>