[استغلال أعداء الإسلام للخلاف إذا وقع بين المسلمين]
ومن الدروس أيضاً أن أعداء الإسلام يستغلون الخلاف بين المسلمين، فإذا ما رأوا بين المسلمين فرقة استغلوا هذا استغلالاً مشيناً، ويؤخذ هذا من قصة ملك غسان، فإنه لما سمع بقصة كعب بن مالك أرسل له رسالة، وجاء الرسول النبطي إلى المدينة يقول: أين كعب بن مالك؟ فلما دلوه عليه بالإشارة أعطاه الخطاب، فإذا خطاب ملك غسان يقول له فيه: يا كعب! إنا سمعنا أن صاحبك -يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم- قد هجرك وقلاك، وإنك لست في دار مذلة، فالحق بنا نواسك.
يقول كعب:(فلما قرأتها رأيت أن هذا من البلاء) لكن ماذا صنع كعب بن مالك رضي الله عنه وأرضاه؟ استغفر ربه، وذهب إلى التنور وأحرق الرسالة.
فانظر إلى أعداء الإسلام كيف دخلوا إلى كعب في لحظة هجر النبي صلى الله علي وسلم له، وهكذا يدخلون على المؤمنين حينما يقع بينهم شيء من الخلاف، فليتق الله المسلمون، ولتتقوا الله -أيها المؤمنون- فيما بينكم، ولتكونوا يداً واحدة حتى لا ينفذ أعداء الإسلام إليكم.