الشافعي، وكبار رواة مذهبه الجديد، روى عنه، وعن ابن وهب، وعبد الغفار ابن داود، وجماعة، وعنه: مسلم في صحيحه، وابن ماجه في سننه، وبقي بن مخلد، وأبو زرعة، وأبو حاتم، وقال: يكتب حديثه ولا يحتج به، وروى النسائي، عن أحمد بن القاسم بن حفص، عنه.
وقال يحيى بن معين: كان أعلم الناس بحديث ابن وهب، ونظر إليه أشهب، فقال: هذا آخر أهل المسجد، وقال الحافظ أبو أحمد بن عدي: وقد تبحرت حديث حرملة وفتشته الكثير، فلم أجد في حديثه ما يجب أن يضعف من أجله، ورجل يوازي ابن وهب عندهم، ويكون حديثه كله عنده، فليس ببعيد أن يغرب على غيره من أصحاب ابن وهب، كتبا، ونسخا، وأفراد ابن وهب، وأما حمل أحمد بن صالح عليه، فإن أحمد سمع في كتبه من ابن وهب، فأعطاه نصف سماعه، ومنعه النصف، فتولد بينهما العداوة من هذا.
قلت: وذكروا أن حديث ابن وهب كله، وكان قريبا من مائة ألف حديث، كان عند حرملة إلا حديثين، أحدهما: ما رواه أبو داود عن ابن السرح، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أبي يونس، عن أبي هريرة، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«كلكم سيد فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها» ، والثاني: رواه الترمذي عن قتيبة، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن دراج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم:«لا حليم إلا ذو عثرة، ولا حكيم إلا ذو تجربة» ، وقال ابن يونس: كان أعلم الناس بحديث ابن وهب، ومات ليلة الخميس لسبع بقين من
شوال سنة ثلاث وأربعين ومائتين، وقال الشيخ أبو إسحاق: كان حافظا للحديث وصنف المبسوط، والمختصر، وولد سنة ست وستين ومائة، ومات بمصر سنة ثلاث وأربعين ومائتين.