ذلك الفن، وبالغ في ترجمته والثناء عليه وعلى تحصيله وجودة فهمه واتساع علمه.
وحكي عن بعضهم: أنه كان يفضله على الغزالي في تفننه، قال: وكان شيخنا تقي الدين ابن الصلاح يبالغ في الثناء عليه ويعظمه، فقيل له يوما: من شيخه؟ فقال: هذا الرجل، خلقه الله عالما لا يقال: على من اشتغل، فإنه أكبر من هذا إلى أن قال ابن خلكان: وكان، سامحه الله، يتهم في دينه بكون العلوم العقلية غالبة عليه، وقال الموفق أحمد بن أبي أصيبعة في تاريخ الأطباء: هو علامة زمانه وواحد أوانه قدوة العلماء وأوحد الحكماء، أتقن الحكمة، أعنى الفلسفة، وتميز في سائر العلوم، وكان يقري العلوم بأسرها، وله مصنفات في نهاية الجودة، ولم يزل مقيما بالموصل، وقيل: إنه كان يعرف علم
الكيمياء، وله كتاب تفسير القرآن، وشرح التنبيه، ومفردات ألفاظ القانون، وكتاب في الأصول، وكتاب عيون المنطق، وكتاب لغز في الحكمة، وكتاب في النجوم، قال ابن خلكان: توفي بالموصل في أربع عشر من شعبان سنة تسع وثلاثين وست مائة، وكان مولده سنة إحدى وخمسين وخمس مائة، وسمى القاضي ابن خلكان ولده بكمال الدين موسى على اسمه، قال: وكان بين مولديهما مائة سنة محررا رحمهما الله.
[يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي بن صدقة قاضي القضاة شمس الدين أبو البركات ابن سني الدولة الدمشقي الشافعي]
والد قاضي القضاة صدر الدين أحمد، وتعرف بنيهم بأولاد