[أحمد بن فرح بن أحمد بن محمد الفقيه الإمام المحدث الحافظ شهاب الدين أبو العباس اللخمي الإشبيلي الشافعي]
ولد ببلده سنة خمس وعشرين وست مائة، وأسره الفرنج سنة ست وأربعين، وتخلص منهم، فورد الديار المصرية سنة بضع وخمسين، فتفقه بها على الشيخ عز الدين بن عبد السلام قليلًا، ثم صار إلى دمشق، فنزل بالشامية البرانية فقيهًا مقيمًا، وسمع الحديث من جماعة، وعني بالحديث وأتقن ألفاظه ومعانيه وفقهه حتى صار من أئمة هذا الفن مع الديانة والورع وحسن السمت والعبادة والصدق والأمانة وملازمة الاشتغال، وكانت له حلقة يشتغل بها بجامع دمشق أول النهار، وقد عرضت عليه مشيخة دار الحديث النورية فامتنع، وكان رجلًا مهيبًا تام القامة في زي الصوفية، وله كتابة صحيحة لكتب كثيرة كبار
وصغار، وله شعر جيد، من ذلك قصيدة نحو عشرين بيتًا في أنواع الحديث، سمعناها من بعض أصحابه أولها:
غرامي صحيح والرجاء فيك مفضل ... وحزني ودمعي مرسل ومسلسل
، وقد سمعها منه: الحافظ شرف الدين الدمياطي والبونيبي سنة بضع وستين، وممن سمع منه: الحافظ علم الدين البرزالي، والمقاتلي، وأبو محمد بن أبي الوليد، وكان من أكبرهم له، توفي بتربة أم الصالح ليلة