أدين بما دان الرضي ولا أرى ... سواه وإن كانت أمية محتدي
ولو شهدت صفين خليلي حيا لا عذرت ... ساء بني حرب هنالك مشهدي.
[يوسف بن الحسين بن علي ابن قاضي القضاة بدر الدين أبو المحاسن السنجاري الشافعي الزرزاري]
كان صدرًا محتشمًا وجوادًا ممدحًا مقدمًا في العلماء بتلك البلاد، إمام الملك الأشرف موسى، وهو مباشر مملكته بتلك الناحية، وكان خطيبًا عنده مقربًا لديه، فلما انتقل الأشراف إلى مملكة دمشق نقله إلى قضاء بعلبك والبقاع والزبداني، وكان له نواب في بعضها، يكتب في استخلافه قاضي القضاة، وكان له عمل عظيم وخيل ومماليك كالوزراء والأكابر، ثم عاد إلى بلاده سنجار، فخدم الملك الصالح نجم الدين أيوب ابن الكامل ابن العادل خدمة كبيرة، فلما صار الملك الصالح إلى مملكة الديار المصرية وفد عليه القاضي بدر الدين، فأكرمه إكرامًا زائدًا، وولاه قضاء القضاة بالديار المصرية،
وكان من جملة نوابه بالقاهرة شمس الدين ابن خلكان، ودرس بالصالحية، وزر في وقت بمصر مدة، ولم يزل في ازدياد، مع ما ينسب إليه من أكل الرشا من النواب المتحاكمين وغيرهم، إلى أول الدولة الظاهرية، فعزله ولزم بيته محترما مكرمًا معظمًا ذا ثروة ظاهرة كثيرة، قاله الشيخ شهاب الدين أبو شامة حتى توفي في رجب سنة ثلاث وستين وست مائة عن خمس وثمانين سنة، سامحه الله.