وحضرت مجلسه وعلقت عنه، وكان ورعا حافظا للمذهب، والخلاف موقفا في الفتاوى، قال الخطيب: وحدث شيئا يسيرا عن أبي بكر بن مالك القطيعي، وغيره، وكتبت عنه، وكان ثقة صدوقا، دينا سديدا.
قال: ومات فجأة ليلة الجمعة الرابع عشر من رجب سنة أربع وعشرين وأربع مائة، ودفن بمقبرة باب حرب، رحمه الله.
ثم حكى عنه قوله، فيمن رأي نجاسة في ثوبه ثم خفيت: عليه أنه يجتهد فيغسل منه ما غلب على ظنه، ولا يجب عليه غسله كله، خلافا للجمهور.
[محمد بن عبد الرحمن بن محمد أبو العباس الدغولي السرخسي الفقيه الإمام الحافظ]
شيخ أهل خراسان في زمانه صاحب المسند المشهور، وأحد علماء الشافعية، روى عن: محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الرحمن بن بشر، ومحمد بن إسماعيل الأحمسي، وطبقتهم بنيسابور والعراق، وعنه: أبو علي الحافظ، وأبو بكر الجوزقي، وغيرهم، قال الإمام أبو بكر بن خزيمة: ما رأيت مثله، وكذا قال الحافظ أبو أحمد بن عدي وغيره، وقال محمد بن العباس: قال لي أبو العباس الدغولي: أربع مجلدات لا تفارقني في السفر، والحضر: كتاب المزني، وكتاب العين، والتاريخ للبخاري، وكليلة ودمنة.
وقال أبو الوليد حسان بن محمد الفقيه: قيل لأبي العباس الدغولي: لم لا تقنت في صلاة الفجر؟ فقال: لراحة الجسد، ومداراة الأهل والود، وسنة أهل البلد، مات سنة خمس وعشرين وثلاث مائة.