وخواف قرية من أعمال نيسابور، تفقه أولا على أبي إبراهيم الضرير، ثم اشتغل على إمام الحرمين، ولزمه وحظي عنده، وكان من كبار أصحابه، ومنادميه في الليل وسماره، وكان إمام الحرمين معجبًا بفصاحته، وحسن كلامه، ثم درس في حياة الإمام، وولي قضاء طوس ونواحيها، ثم صرف لا عن تقصير من جهته، وكان حسن العقيدة ورع النفس لم يعهد منه هنات قط، وقد سمع الحديث من أبي صالح المؤذن وغيره، وكما رزق الغزالي السعادة في حسن التصنيف، رزق هذا السعادة في المناظرة، والعبارة الحسنة المهذبة، والتضييق على الخصم، وإفحامه إلى الانقطاع، توفي بطوس سنة خمس مائة رحمه الله.
[أحمد بن علي بن الحسين بن زكريا الطريثيثي أبو بكر الصوفي السيد]
روى عنه الحافظ السلفي في أول معجمه، وأثنى عليه خيرا، وذكر أنه سأل عن مولده، فقال: سنة اثنتي عشرة وأربع مائة، ذكره ابن الصلاح في الطبقات، ولم أره تعرض لذكر وفاته.