[علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار بن عبد الله أبو الحسن البغدادي الدارقطني الحافظ الكبير الشهير]
صاحب المصنفات المفيدة، منها: كتاب السنن المشهور، وكتاب العلل الذي لم ير مثله في فنه، روى عن أمم لا يحصون كثرة من أهل الأقاليم والآفاق، وتفقه بأبي سعيد الإصطخري، وروى عنه خلق كثير، وجم غفير، منهم: الشيخ أبو حامد الإسفراييني، والقاضي أبو الطيب الطبري، والحاكم، وأبو نعيم البرقاني، وتمام الرازي، وأبو ذر الهروي، وحمزة السهمي، قال الحاكم: صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ، والفهم، والورع، وإمام في النحو، والقراءة، وأشهد أنه لم يخلق على أديم الأرض مثله، وقال الخطيب البغدادي: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر،
والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، مع الصدق والثقة، وصحة الاعتقاد، والاضطلاع في علوم سوى علم الحديث، منها: القراءات، فإنه له فيها مصنفات ومختصرات، جمع الأصول في أبواب عقدها في أول الكتاب، وسمعت من، يقول: لم يسبق إلى مثل ذلك.
ومنها: المعرفة بمذاهب الفقهاء، فإن كتابه السنن يدل على ذلك، وبلغني أنه درس فقه الشافعي على أبي سعيد الإصطخري، وقيل: على غيره، ومنها: المعرفة بالأدب، والشعر، فقيل: إنه كان يحفظ دواوين جماعة، حدثني حمزة بن محمد بن طاهر، إنه كان يحفظ ديوان السيد الحميري، ولهذا نسب إلى التشيع، قال: وحدثني الأزهري، أن الدارقطني حضر في حداثته مجلس إسماعيل