بالقزويني، تفقه بآمل على شيوخ البلد، ثم قدم بغداد، وحضر مجلس الشيخ أبي حامد، ودرس الفرائض على ابن اللبان، وأصول الفقه على القاضي أبي بكر الأشعري، المعروف بابن الباقلاني، وكان حافظا للمذهب،
والخلاف، صنف كتبا كثيرة في المذهب، والخلاف، والأصول، والجدل، ودرس ببغداد، وآمل، ولم أنتفع بأحد في الرحلة كما انتفعت به، وبالقاضي أبي الطيب، رحمهما الله.
[محمود بن سبكتكين السلطان الكبير أبو القاسم عين الدولة ابن الأمير ناصر الدولة أبي منصور]
كان ملك غزنة، وما والاها من بلادها من الناحية الشرقية، وغزا الهند، ودخل منه إلى السومنات، وكسر طاغوتهم الأعظم، وأخذ منه أموالا، وجواهر، وذهبا كثيرا، لا يحد ولا يوصف، وكانت فيه شهامة، وقوة، وجلد، وفي كل سنة كان له غزوة وفتوح، وامتدت مماليكه، وطالت أيامه، وكانت فيه محبة للسنة، وأهلها، واتباع للخبر، والأثر، وإنما ذكرته في الشافعية، وإن كان ملكا، للحكاية التي ذكرها إمام الحرمين، من أن محمود بن سبكتكين كان حنفي المذهب، محبا للحديث، يسأل عنه، وعن معانيه، ثم اجتمع بأبي بكر القفال، وجماعة من فقهاء مرو، وتناظروا في أي المذهبين أرجح، فوقع الاتفاق على أن
يصلوا صلاتين على المذهبين، فصلى القفال بطهارة، وستارة، على ما لا يجوز الشافعي غيره، قال: ثم صلى على ما يجوز لأبي حنيفة، رحمه